عقارات بغداد ... ارتفاع الاسعار رغم الركود وعدم الشراء

بقلم :مصطفى الزبيدي

(السوق الذي لاتنخفض اسعاره بسهولة) هذا ماقاله احد وسطاء العقارات في بغداد متحدثا عن اسعار الوحدات السكنية في العاصمة ,رغم الوضع الامني الذي تصفه وسائل الاعلام بانه تحسن كثيرا الا ان عملية بناء المنازل لازالت مقتصرة على السكان المحليين ,ورغم مايتردد بين الفينة والاخرى بان الحكومة ستقوم بانشاء مجمع هنا وهناك تقدر اعدادها بالاف ,الا ان واقع الحال يشير الى ان العراق بحاجة الى ثلاث ملايين وحدة سكنية حسب الاحصائات التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي.

المنازل الانشطارية :

لم يعد باستطاعة اغلب الشباب المتزوجين حديثا شراء منزل جديد استعدادا لدخول قفص الحياة الزوجية ,وانما بالسكن مع الاهل ,عادة اصبحت سنة متبعة بين المرتبطين الجدد,في افضل الاحوال وللموسرين منهم, بنا احدهم (مشتمل) في بيت اهله ,لذا لم يعد هناك الكثير من الوحدات السكنية الجديدة, اضافة الى الكوارث التي حلت على هذا البلد من حرب الثمانينيات الى عقوبات التسعينيات وانتهاءا بديمقراطية الالفية الجديدة لم تعد الدولة خلالها قادرة على بناء مجمعات سكنية ,عبدالله احمد شاب تزوج قبل شهرين حدثنا قائلا (رغم ان مساحة بيت الاهل 200 الا انني اضطررت الا ان اجري بعض التعديلات على الطابق الثاني واستقر فيه لان عملية شراء منزل مستحيلة ),اما سهى حميد وهي متزوجة منذ سنة تقريبا: (نفكر الان انا وزوجي بترك المشتمل الذي استاجرناه والسكن مع بيت اهله,لان المؤجر طالبنا بزيادة الايجار ولم نعد قادرين على تحمل تكاليفه مع المصاريف الاخرى,وابتسمت قائلة ردا على سؤالنا فيما اذا كانو قادرين على شراء منزل ,فاجابت بالتاكيد لا).

على لسان اهل الصنعة :

الحاج عايد وسيط العقارات وصاحب مكتب بيروت (55 عاما) حدثنا قائلا Sad

الوضع على حاله لان سوق العقارات لايوجد فيه اي حراك ,فالمناطق والاحياء الراقية هي ذاتها ,والمناطق الشعبية هي ذاتها ايضا لم يطرء تغيير كبير عليها والاسعار كذلك,واضاف قائلا( ان متعهدي الانشاءات يقومون بشراء البيت القديم وهدمه بالكامل ليحل محله بيت جديد (دبل فاليوم), هم في هذه الحالة لم يزيدوا الامر الا تعقيدا من خلال رفع الاسعار للبناء الجديد,اضف الى ذلك عدم رعاية الدولة لهذا القطاع الحيوي بشكل يتناسب وواقع الحال) .

اما وسيط العقارات وصاحب مكتب صادق للعقارات في شارع الربيعي صادق هاشم (43 عاما): فقال (الاسعار مرتفعة جدا ولامجال لاي انخفاض يلوح في الافق مع عدم وجود مشاريع تدعمها الدولة او مستثمرين كبار ,فاليوم سعر المتر الواحد تقريبا في بغداد يتراوح مليون دينارعراقي وانا اتحدث على العموم مابين مناطقها الراقية والشعبية منها),

البيروقراطية المعقدة :

ويقول السيد صادق هاشم: (الضوابط زادت بعموم بغداد ,الروتين قاتل والمسؤول عنها عدة جهات ,على سبيل المثال رسم تسجيل منزل ثمنه 700 مليون هو24 او 30 مليون وهو بلاشك مبلغ كبير جدا لانه حسب الضوابط تاخذ رسوم بنسبة 3% من القيمة التقديرية للعقار,واضاف قائلا(عتبي على المسؤولين فالمواطن يقوم بدفع مبلغ 30 مليون او 25 مليون والدائرة التي يتم مراجعتها تخلوا من ابسط التسهيلات ومن ردائة الخدمة والتعامل,ويحتاج التسجيل الى ثلاثين يوم مع مراجعات عديدة لانها لاتنتهي في نفس اليوم )

احد زملاء وسيط العقار صادق هاشم وشريكه في المكتب عقب قائلا:

(من شدة الاجرات تخلت مكاتب الوساطة العقارية عن المساعدة في القيام بمراجعة الدوائر الحكوميةا لمختصة ,واسند الامر الى شخص معقب بعضهم ياخذ مبلغ معين مثل 1000 دولار ويصرف عليها 600 دولار والباقي هو ربح المعقب ويقوم بالاجراءات الكفيلة بتيسير امور المعاملة نيابة عن البائع والمشتري).

» خرائط عن العاصمة بغداد
» أبحث عن أي وظيفة / بغداد
» اسماء احياء مدينة بغداد